جدد الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول تفوقه على الإسباني دافيد فيرر الرابع، وتوج بلقبه الأول هذا الموسم بالفوز عليه 7-5 و6-3 اليوم السبت في المباراة النهائية لدورة دبي الدولية في كرة المضرب البالغة قيمة جوائزها 2.223 مليون دولار.
وكان ديوكوفيتش تغلب على فيرر في المواجهة السابقة بينهما 6-صفر و6-3 و7-5 في ربع نهائي بطولة أستراليا في كانون الثاني/يناير العام الماضي، ونجح اليوم في كسر التعادل الذي تسيد مواجهاتهما محققاً فوزه الرابع على الإسباني في 7 مباريات، ليحرز لقبه الأول في دبي بعدما كان خرج من ربع النهائي عام 2007 على يد السويسري روجيه فيدرر، والدور نصف النهائي العام الماضي على يد الأميركي أندي روديك الذي أحرز لقب 2008.
وكان ديوكوفيتش (21 عاماً) يخوض اليوم النهائي الثامن عشر في مسيرته والأول هذا الموسم بعد أن كان تخطى أمس وعلى حساب الفرنسي جيل سيمون الثالث بصعوبة بالغة عقبة دور الأربعة للمرة الأولى في 2009، بعدما توقف مشواره في هذا الدور مرتين، الأولى في دورة بريسباين الأسترالية الشهر الماضي على يد الفنلندي ياركو نيمينن، والثانية الأسبوع الماضي في دورة مرسيليا على يد الفرنسي جو ويلفريد تسونغا وصيفه في بطولة أستراليا عام 2008.
"أعتقد أن فوزي في دبي سيمنحني الثقة لإطلاق موسمي. أنا سعيد جداً وسأكون أكثر من سعيد بالعودة إلى هنا العام المقبل"، هذا ما قاله ديوكوفيتش بعد المباراة.
ونجح الصربي الذي وضع بلاده على خارطة الألقاب الكبرى في كانون الثاني/يناير 2008 بعد تتويجه بطلاً لبطولة أستراليا المفتوحة بفوزه على الفرنسي جو ويلفريد تسونغا في المباراة النهائية، في رفع رصيده إلى 12 لقباً ووصل إلى حدود 11 مليون دولار من حيث الجوائز المالية التي حصدها في مسيرته الاحترافية التي بدأت عام 2003.
يُذكر أن ديوكوفيتش الذي قدم اليوم أفضل مباراة له في الدورة، يحتل المركز الثالث في التصنيف العالمي منذ عام 2003، وهو حصل اليوم على 500 نقطة ليضيفها إلى رصيده السابق (9010 نقاط) لكنه لا يزال بعيداً عن صاحب المركز الثاني السويسري روجيه فيدرر (11000 نقطة) الذي غاب هذا العام عن هذه الدورة المتوج بلقبها في 4 مناسبات.
وخطت دورة دبي هذا العام خطوة إضافية نحو النخبة بعدما أصبحت الدورة الحادية عشرة فقط في روزنامة رابطة المحترفين التي تمنح الفائز بلقبها 500 نقطة، ما عزز موقعها في عالم الكرة الصفراء وأكد مجدداً تصاعد أهميتها منذ نسختها الأولى عام 1993 عندما توج التشيكي كارل نوفاتشيك بلقبها على حساب الفرنسي فابريس سانتورو، ومروراً بأبطال مثل الجنوب أفريقي واين فيريرا (1995) والكرواتي غوران إيفانيسيفيتش (1996) والنمساوي توماس موستر (1997) وفيدرر (2003 و2004 و2005 و2007) والإسباني رافايل نادال (2006) وآخرهم روديك العام الماضي.
وينال البطل مبلغ 383 ألف دولار إضافة إلى النقاط الـ 500، فيما سيكون نصيب الوصيف 180 ألف دولار و300 نقطة.
وكانت بداية المباراة قوية من جانب اللاعبين وفشل أي منهما في فرض نفسه على إرسال منافسه في الأشواط الخمسة الأولى مع اعتمادهما على اللعب من الخط الخلفي للملعب دون أي مخاطرة في الصعود إلى الشباك، خصوصاً فيرر الذي استعاد الطريقة الإسبانية التقليدية باللعب من خلف الخط الخلفي، إلا أن ذلك لم يسعفه كثيراً لأن منافسه الصربي كان أكثر مخاطرة منه خصوصاً في الشوط السادس عندما حصل على أول فرصة لكسر إرسال منافسه فاستفاد منها على أكمل وجه بعد تبادل مميز بين اللاعبين ليتقدم 4-2.
وبدا بعدها أن الأمور انقلبت رأساً على عقب لأن أياً منهما لم يتمكن من الفوز على إرساله فعوض فيرر في الشوط التالي مباشرة خسارته لإرساله وقلص الفارق 3-4 بعد 20 ضربة متبادلة بين اللاعبَين، لكنه عاد وتنازل عن إرساله مجدداً في الشوط الثامن قبل أن يخطف شوطاً نظيفاً من ديوكوفيتش ليقلص الفارق 4-5 ثم يعادل على إرساله 5-5 بعد شوط نظيف أيضاً، إلا أن ديوكوفيتش أبى أن يتنازل عن هذه المجموعة فكسر إرسال منافسه للمرة الثالثة في الشوط الثاني عشر ليحسمها 7-5 في 52 دقيقة.
واستهل ديوكوفيتش الذي كان اختتم الموسم الماضي بفوزه بكأس الأساتذة الذي يجمع أفضل ثمانية لاعبين خلال الموسم، المجموعة الثانية من حيث أنهى الأولى، وفاز بالشوط الثالث على التوالي مستفيداً من إرسالاته القوية والمحكمة، ثم حصل على فرصة لكسر إرسال الإسباني للمرة الرابعة ونجح في تحقيق هذا الأمر بعدما وضع فيرر كرته الساقطة خارج الملعب، ليتقدم الصربي 2-صفر ثم 3-صفر بعد فوزه بالشوط الخامس على التوالي في الوقت الذي بدا فيه منافسه الإسباني مرهقاً لمشاركته أيضاً في منافسات الزوجي إلى جانب الروسي مارات سافين وهما خرجا أمس من الدور نصف النهائي.
وحافظ ديوكوفيتش على الأفضلية التي حققها في بداية المجموعة حتى الشوط السابع لأن فيرر عاد إلى أجواء المواجهة بعدما حول تخلفه صفر-40 إلى فرصة للفوز على إرسال الصربي ونجح في تحقيق هذا الأمر بفضل الأخطاء المباشرة للأخير ليقلص الفارق 3-4، لكن بطل أستراليا 2008 حافظ على رباطة جأشه ورد في الشوط التالي وابتعد مجدداً 5-3 بعد خطأين مباشرين من فيرر، ثم حسم المجموعة 6-3 والمباراة في ساعة و37 دقيقة.
وعلق ديوكوفيتش على مواجهته اليوم مع فيرر قائلاً: "دافيد معروف بأنه لاعب يعمل بجهد كبير ويجعلك تقدم أفضل ما عندك للفوز بأي نقطة، لقد قدم دورة رائعة".
وسيلتقي ديوكوفيتش وفيرر مجدداً في نهاية الأسبوع المقبل عندما يلتقي منتخبا بلادهما في كأس ديفيس، ورأى ديوكوفيتش أن فيرر سيكون مرشحاً للخروج فائزاً من هذه المواجهة لأن المنتخبين سيلتقيان في إسبانيا وستكون الفرصة حينها متاحة أمام الإسباني للاستفادة من الدعم الجماهيري كما كانت حال ديوكوفيتش اليوم في النهائي حيث حظي بدعم صربي كبير.
وفشل الإسباني الذي خاض النهائي الثالث عشر في مسيرته التي بدأت عام 2000، في العودة إلى ساحة الألقاب للمرة الأولى منذ حزيران/يونيو الماضي عندما فاز على الفرنسي الآخر مارك جيكيل في نهائي هيرتوغنبوش الهولندية، والظفر بلقبه الثامن لكنه قدم أداءً مميزاً في هذه الدورة وكان الأفضل على الإطلاق حتى النهائي حيث عانى لمجاراة منافسه واكتفى بلقب الوصيف.